المسجد الأقصى ؟

هل سيهدم المسجد الأقصى ؟

  • هل سيهدم المسجد الأقصى ؟

اخرى قبل 5 سنة

هل سيهدم المسجد الأقصى ؟

 د.سالم سرية

في هذه المقالة سأسلط مزيدا من الضؤ حول المسيحية الصهيونية لانه لا يمكن فهم ما جرى في العراق وما يجري في فلسطين دون العودة الى هذه الحركة الدينية السياسية التي تقف وراء السياسة الأمريكية والبريطانية والى حد ما الألمانية في المنطقة (الإتجاه البروتيستانتي )مقابل التمايز الى حد ما في السياسة الفرنسية والإسبانية وايطاليا وغيرها من ذوي الإتجاه الكاثوليكي . والقصة بدأت مع خروج اوروبا من القرون الوسطى نحو عصر التنوير بحركة الإصلاح الديني التي خاضها القس مارتن لوثر. 1 حيث تعزى اسباب ثورته على الكنيسة الكاثوليكية آنذاك هي :1-إصدار الكنيسة الكاثوليكية لصكوك الغفران حيث تمسح الذنوب والخطايا بمجرد شراء هذه السندات من الكنيسة .2- موقف الكنيسة الكاثوليكية من العلم وحرقها للعلماء كوبرنيكس وغاليلو وغيرهم وتقييدها للعقل.3- انحراف رجال الدّين ونسيانهم لدورهم الأخلاقي والدّيني.والفساد الاخلاقي والمالي لرجال الكنيسه 4- ابتداع الكنيسة لنظام "محاكم التفتيش" التي بطشت بمعارضيها اشد البطش .5- فرض الكنيسة للكتاب المقدَّس باللغة اللاتينية واحتكارها لفهمه وتفسيره. وما يهمني هنا هو النقطة الاخيرة .فالكتاب المقدس يضم جزأين (العهد القديم والأسفار الملحقة به والعهد الجديد والأسفار الملحقة به ) .لقد دعا لوثر الى ترجمة الكتاب المقدس الى لغة مفهومه يرتلها المؤمنين المسيحيين بالكنيسه لانهم كانوا لا يفقهون ما ورد بالكتاب المقدس لانه باللغة اللتينية .وكانت الكنيسة الكاثوليكية تعذب وتحرق كل من يحاول ترجمة الكتاب المقدس الى اللغة الانكليزية او غيرها .لذا كان رد فعلة بغاية التطرف فدعى الى استخدام اللغة العبريه كلغة سماوية للكتاب المقدس وفي الصلوات في الكنائس وألف كتاب (المسيح ولد يهوديا عام 1523 ) وقال ان اليهود هم ابناء الله وان المسيحيين الاخرين غرباء عن هذا الدين . ودعى الى زواج القساوسة (وساعده فيما بعد جون كالفين لنشر المذهب في سويسرا وفرنسا وهولنده ) لكن لوثر قبل وفاته بعدة سنوات ارتد عن معتقداته والف كتابا (اليهود واكاذيبهم ).ولكن سبق السيف العذل . ان العداء التاريخي بين اليهوديه والمسيحية يعود الى تحريض اليهود للحاكم الروماني على قتل عيسى (عليه السلام )وصلبه كما تعتقد المسيحيه وبالتالي يعتبر اليهود ان كل المجازر التي ارتكبت بحقهم منذ ذلك التاريخ سببها المسيحيه بكافة اطيافها .كما ان اليهود يؤمنون بالعهد القديم (التوراة ومعه التلمود كوصايا تشريعية شفهيه ) ويعتبرونه هو الكتاب المقدس الوحيد ولا يعترفون بالعهد الجديد ولا يعترفون بالسيد المسيح وان لهم مسيحا آخر . وعودة الى المسيحية الصهيونية لا بد من الإشارة ان لها انجيلها الخاص وهو انجيل سكوفيلد (طبع عام 1917 في جامعة اوكسفورد )كما أسس القس جيري فولويل احد اتباعها العتاة منظمة الأغلبية الاخلاقية في عام 1979 وتضم 6 ملايين عضو لهم ثقلهم الإنتخابي في امريكا وهو القائل ان الله يحمي امريكا طالما تحمي اسرائيل .واذا ارادت الامة الامريكية ان تحافظ على بهائها وانجازاتها العلمية عليها ان تبقى واقفة الى جانب اسرائيل .ان ريغان وكارتر وبوش الاب وبوش الابن هم من اتباع المسيحية الصهيونيه . وفي عهد ريغان انشقت مجموعة من الحزب الديموقراطي تنتمي للمسيحية الصهيونية وانضمت الى الحزب الجمهوري وشاركته الحكم يطلق عليها اسم المحافظين الجدد كما كانت اعمدة البيت الابيض في عهد بوش الابن (رامسفيلد وتشيني وغونداليزا رايس ) وها هو ترامب (المسيحي الصهيوني ) يستعين بهم في ادارته (مثل بولتون وغيره )ان ريغان وبوش الابن قد كانا مدمنان على قراءة الكتاب المقدس (انجيل سكوفيلد يوميا كل صباح ) وبالتالي كان الواعز الديني هو المحرك الاساس لبوش الابن لغزو العراق وتدميره عن بكرة ابيه لانه يقول ان الرب قد اوحى اليه بذلك .كما ان علاقته بتوني بلير الخاصة هي وليدة انتماء بلير لهذه الكنيسه لذا شاركه في غزو العراق . ان المسيحية الصهيونيه قد لعبت دورا بارزا في حث هرتزل على عدم قبول اقتراح بلفور بان تكون اوغندا مركزا لدولة اليهود حيث حث هشلر (المسيحي الصهيوني ) صديقه هرتزل على عدم قبول اي بلد سوى فلسطين وأشر بقلمه على العبارات الواردة في العهد القديم على ذلك .وتعتقد المسيحية الصهيونية ان التنبؤات التوراتيه قد تحقق جزءا منها وهي من علامات عودة المسيح ولابد ان تتحقق التنبؤات الباقيه .وهذه التنبؤات :1-جمع اليهود من الشتات (روسيا واثيوبيا وغيرها )قبل 48 وبعدها .2- قيام دولة اسرائيل عام 1948 .3 –احتلال القدس عام 67 .4- اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل (دور ترامب مؤخرا ). اما التنبؤات المنتظره :5- هدم المسجد الاقصى واعادة بناء الهيكل .6-ان تقع في فلسطين معركة هرمجدون وهذه المعركة سيقتل فيها 3/2 اليهود ويتم تنصير 14400 يهودي – 7- واخيرا ينزل المسيح من السماء ويحكم لمدة الف عام (يوم القيامة ) ويحرر البشريه من الجور والإثم والخطايا .اذن تعتبر المسيحية الصهيونيه ان الله عندما خلق الكون قسمه الى سبعة مراحل الأنفة الذكر .وبالتالي فان وجود اسرائيل ضرورة من ضرورات القيامة حسب اعتقادهم . لذلك تجد على الانترنت احاديثا وافلام سينمائية كثيرة حول معركة هرمجدون التي ستقع في منطق تبعد عن القدس 40 كيلومترا لغرض ترسيخها بذهن المشاهد كحقيقة لا لبس فيها .وانها قادمة لا محالة . لذا فان هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل سيبقى على جدول اعمال الحكومات الإسرائيليه طال الزمن ام قصر بوحي من التنبؤات التوراتية وبدعم لا ينقطع من المسيحيه الصهيونيه واذرعها في كل الكرة الارضية . من هنا تبرز خصوصية القدس بالنسبة لهذا الكيان الغاصب وخصوصية تهويدها وما الحفريات التي تجري تحت المسجد الاقصى الا جس نبض وخطوة لابد منها لإعادة بناء الهيكل المزعوم .والمصيبة ان العدو الصهيوني في حالة هجوم متواصل وبشكل مبرمج والأمم الإسلامية والامة العربية مكتوفي الايدي وقد سلبت ارادتهم .وما يزيد الأسى والسخط تشرذم الجسم السياسي الفلسطيني وكلهم غافلون عما سيلحق بهم غدا .وحسبي الله ونعم الوكيل

التعليقات على خبر: هل سيهدم المسجد الأقصى ؟

حمل التطبيق الأن